languageFrançais

تونس – ليبيا: استغلال الإمكانيات المتاحة في إطار علاقة ندية 

ماتزال الزيارة التي أدّها رئيس الحكومة هشام المشيشي على رأس وفد هام يضمّ وزراء ورجال أعمال إضافة إلى رؤساء المنظمات الوطنية، تثير عديد التفاعلات مع وجود شبه اجماع على أهميتها في تطوير العلاقة بين البلدين وارساء علاقات اقتصادية مشتركة قائمة على الندية والإحترام المتبادل، وقادرة على رفع حجم التبادل التجاري والإقتصادي بين البلدين وتحقيق منفعة مباشرة لمواطني الدولتين خلال فترة وجيزة.


ويرى عدد من الخبراء أنّ طبيعة الملفات التي تمّ طرحها هي تقنية بالأساس ولا تحتاج إلى فترة طويلة لتفعيلها وترجمتها على أرض الواقع خاصة في ظلّ ما عبّر عنه الجانبان من رغبة فعلية في تحقيق تقدّم بالعلاقات بعد الجمود النسبي الذي شهدته نتيجة للتتطورات التي شهدها البلدان خلال العقد المنقضي. 

 

زيارة رئيس الحكومة، على رأس وفد هام، إلى ليبيا تحت مجهر ميدي شو


ويرى غازي معلى المتابع للشأن الليبي، بأنّه الزيارة تأتي في التوقيت المناسب وتترجم الإهتمام الرسمي في تطوير العلاقات مع الجارة لتعود الى ماكانت عليه بعد ما شهدته من تراجع لافت.


واعتبر معلى، خلال حضوره في برنامج ميدي شو الإثنين 24 ماي 2021، أنّه مع تغيير النظام الحاكم في البلدين  لم يستطع الجانبان التونسي والليبي  ارساء آليات للتعامل وفقا للوضع الجديد والتفكير بطريقة استراتيجية أكبر، وفق تقديره.

وقال معلى ''الدبيبة (رئيس الوزراء الليبي) كان واضحا وصريحا وعبر عن مشاغل المواطنين الليبيين''، مشيرا في هذا الخصوص إلى أهمية  تسهيل حركة تنقل الأشخاص بين ليبيا وتونس برّا وجوا. وأكّد ضرورة ايجاد حلول لقائمات الأشخاص المشبوهين  بالتنسيق بين وزارتي الداخلية في البلدين. 


كما أكّد على ضرورة أن يتم ايجاد حلّ لإشكالية الأموال المجمّدة، مشددا في هذا السياق على أهمية التنسيق بين البنكين المركزيين في البلدين. 

 

غازي معلى، متابع للشأن الليبي

 

فتح الإعتمادات.. الإعلان الأهمّ 

واعتبر معلّى أن الإعلان الأهم يتعلّق بفتح الإعتمادات، التي كانت سارية منذ  2011 ولكن في 2019 وقع غلقها، مما نتج عنه تراجع المبادلات التجارية. 


وتابع  قوله: ''الكرة في يد الحكومتين.. والملفات المطروحة  تقنية لا تتطلب استراتيجية كبيرة"

 

كما شدّد على ضرورة ارساء إدارة خاصة بليبيا على مستوى الحكومة  لأنّها دولة مهمة لتونس خاصة من الناحية الإستراتيجية وهي بوابة افريقيا من خلال الحدود التي تجمعها مع خمس بلدان إفريقية.
 

إعلانات هامة.. في انتظار ترجمتها على أرض الواقع 


وبخصوص الموضوع نفسه قال أيمن البوغانمي الأستاذ الباحث في الشؤون السياسية وتاريخ الاقتصاد، في ميدي شو، إنّ التعطيلات التي شهدتها العلاقة بين البلدين يمكن تفهمها بالنظر إلى الكوارث الكبيرة التي مرّ بها البلدان، وفق تعبيره،  خاصة على المستوى الأمني وملف الإرهاب على وجه التحديد.


واعتبر أنّ المرحلة الحالية تتطلّب تدخل السياسي لرفع بعض القيود التي فرضتها تلك الظروف.

 

وأشار إلى أنّ الاعلانات التي رافقت الزيارة  من الجانبين مهمة جدا ولكن الأهم يبقى تطبيقها وتفعيلها  وترجمتها على أرض الواقع، متوقعا أن يتمّ تحقيق تغيير مباشر يمكن أن يلمسه المواطنون في البلدين وذلك بالنظر إلى الطبيعة  التقنية للملفات المعلن عنها والتي يمكن أن تحققا تقدّما ملموسا.  

 

وعن آفاق العلاقة بين البلدين قال البوغانمي إنّها تكمن في  استغلال المكمون والإمكانيات المتاحة في البلدين على المدى المتوسّط والبعيد من الجانبين. 


وأشار في هذا السياق إلى أنّ لتونس وليبيا '' تكاملا عجيبا... فكل بلد يجد ما يحتاجه لدى الآخر''

 

أيمن البوغانمي، أستاذ باحث في الشؤون السياسية وتاريخ الاقتصاد


السلط العمومية تفتح مجالا أوسع للإستثمارات الكبرى


وبالنسبة للخبير المحاسب وليد بن صالح فيرى بأنّ العلاقات لم تنقطع مع ليبيا على المستوى التجاري وعلى مستوى الأعمال وتحديدا في القطاع الخاص الذي بقي يتحرك وفقا للهامش المتاح، وفق تصريحه، معتبرا أنّ انخراط  السلط العمومية في العلاقات الإقتصادية يفتح المجال أكثر للمشاريع المشتركة للتبادل التجاري من خلال التسهيلات على المستوى اللوجستي (احداث الخطوط البحرية و الخطوط الجوية والطريق السيارة ) أو بخلق مشاريع مشتركة تتعلق بالبنية التحتية.

 

وليد بن صالح، خبير محاسب


 

كما دعا إلى ضرورة استرجاع نشاط الصناديق الإستثمارية الليبية في تونس ووضع التسهيلات الكافية لتحويل الأموال من ليبيا إلى تونس و تجاوز التعطيلات بوضع الآليات الضرورية للرفع من التبادل التجاري.

 

موزاييك آف آم.نت